خطاب مفتوح..إلى ذاك الرجل...
****
تتأرجح بين القاع وبين القمـة
ترحمنـا
ترجمنـا
تتشكل بومًا
تتشكل نسرًا
يا رجلاً
يا جبلاً قطبيًّا
فسّر هذا المبهم
قل شيئًا يُفهم
يا شفقًا
يا طقسًا
يشرب كل بخار الوقت ويفرز غيمــة صيف
هل تأتينا تحمل إعصارًا يعصفُ
أم تئد اليأس وتطمس جرحًا ينزف
تكذب تصدق
تقنعنا أن العود الميت يورقُ
تزرعنا تحصدنا
تتخمنا قمحًا
قمعًا
تضرب صخر الصيف العطشان
لتنبجس الأنهارالحبلى
تسكبها في أنخاب سلام الشجعان
يا رجلا يعطينا الوعد الأخضر والطوفان
يشعل شمسًا سوداء بعين الظُّلْمـة
هل تكذب أم تصدق
حين تلوّح بالأمل البارق والزيتون
ترش رذاذ الفرح الغائب منذ قرون
تحملنا فوق جناحيك ملاكًا
تدهمنا شيطانًا يغرينا بذنوب الحب
وينكص عنّا
يتوعدنا بهبوط النقمـة
لو أكشف أستار الآتي
كنت وقفت بوجهك أقرأ كلّ نبوءاتي
أنبش قبر الجرم المدفون
لكنّي أتأرجح مثلك بين القاع وبين القـمّة
فلنبحر أو نرسو فوق الجبل الكاذب
أو نغرق بحثًا عن درر الوهم المكنون
هل نسقط أوراق خريف
أم نتسلق أسوار الكبت
ونخرج من دائرة الزيف
يارجل العصر المأفــون
تكلم
فسر هذا المبهم
قل
شيئًا يفهم
إنا نفهم
أو
دعنا منك
فإنا نعلم
ما كان
ونحلم
فيما سوف يكون ....
****
رسالة إلى شهرزاد ؟؟؟ شعر/ بسام دعيس ****
خذيني إليكِ
خذيني كطــائر حُبٍّ مهيض الجناح
بلا حيــلةٍ يتـــلوّى
ويبقـــى يطــوِّحـــه ضعفه
في مهب الريـــاح
وداوي بعطفــك ما نالني
من جراح
وضمـــي إليك بقايا محــبٍّ مشــوقٍ
يرى فيك منجاته من دجـــاه
فأنت له الفجـــر بالبشر لاح
خذيني غـــريبًا
شريدًا
وحيدًا
تعلّق مابين ظلمة يأسٍ
وبين انتظــار صبـــاح
حبيبـــة عمري المبدّد عبر السنين العجاف
أجيبي
ومــدّي إليه بكفّ الربيع لينجو من هجمة القحط
كوني قصيدة أفراحه
فلقد مــلّ شعر الرثاء
وضاق بلحن النّواح
حبيبة عمري المهدّد بالثلج
والخوف ..ضمّــيه وانسكبي فيه دفئًا حنونًا
ونبضًا وحبًّا عليه ينام ويصحو
ويشربه قهــوةً في الصباح
حبيبة عمري المبعثر في الطرقات اجمعيه
بكفّيك ثم ضعيه هنالك فوق الوسادة واعتنقيه
وكوني له شهرزاد الكلام المباح
حبيبة عمري المحاصر
في ساحة الحرب
عودي به وامنحيه أمانك
من قبل أن تتمكن منه الرماح
حبيبة عمري
خذيني إليك
فإنّي أمامك تلميذ حبٍّ
يظلّ بليدًا
إذا لم تقوديه
نحــــو النجـــاح
حبيبة عمـــــري
********
لك الله ...
شعر / بسام دعيس أبو شرخ ............................................
أغازل عينيك منذ زمنْ
وأبذر في الريح قافيةً من شجون
وأحصد شوك صدود المرافئ
أشرب بحر التلاشي
وأنت تظلين
للقلب ملتجأً وسكنْ
***
لك الله من غربةٍ
لا تغادر عند وصول القطار
إلى آخر السطـر
تحجز تذكرةً من جديدٍ
وتجلس في مقعدي وتسافر ثانيةً
في مهاوي الزمنْ
***
لك الله من لهفةٍ
أدمنتها شفاه الشواطئ
لحنًا
يحاكي التقاء النوارسِ
بالموج
والريحِ بالقارب المتهالك وجدًا
على ضفة الانتظار
وعيناه تكتحلان
بملح وجرح وشوق ونار
ومرساته
يعتريها مع الوقت لون الوهَنْ
****
بعيدًا ولدت
بعيدًا كبرت
هنالك
حيث تراودني البيد والغيد
في عالم التائهين
و سِرتُ على أمل الملتقى
وتتبّعت آثار خيل الفتوح
وناشدتُ (بيبرس)
أن يترجّل ثم
يحادثني عن هوى الظاهريةِ *
قلت له :
صف ملامحها
أوْ فَخُذْنِي إليها قُبيل المغيب
لعلّي أجدد عهد الولاء
فقد سلَبَتني فؤادًا
تعلّق زيتونةً
غَرَسَتْها يَدُ الجَدِّ لافتةً
في طريق الرجوع
وأغنيةً يصطفيها الجموع حداءً
وأهزوجةً قرويّة
ويشربها الظامئون كؤوسَ حنين
بعيدًا تعلمت
كيف المياه التي سرقتها الغيوم
سترجع ذات شتاءٍ
إلى حضن تلك البحار
وتعتنق الموجَ أُمًّا رضيّة
***
بعيدًا تكوّنتُ
مُذْ كنتُ
في عتمات الغيوب جنينًا
وُلدتُ
تجرّدتُ من موبقات العقوق
لأنّي وجدتُ
انتمائي إليك هوىً وهويّة
فلا أمّ
لا أب
إلاّك مهما أرادوا انتسابي لغيرك
أو ساوموني على فكرةٍ جاهليّة
ومهما أجازوا التبنّي
ومهما أضاعوا ملامح وجهي
فما زلت منك
وعنك أغنّي
فأنت اختصار القضيّة
وأرسم عينيك في صفحة العشق
نهر ابتداءٍ
وفجر التقاءٍ
ورمز وطنْ
***
* بلدتي في فلسطين .. تقع جنوب مدينة الخليل سميت الظاهرية ـ نسبة إلى الظاهر بيبرس الذي بناها على أنقاض مدينة جوشن الكنعانية