نعتقد أحيانا أن من حولنا يُضاهوننا رقّة؛ يفهمون معنى أنّهم أحياء في دواخلنا؛ معنى أن نهديهم سوار ياسمين أو نقاسمهم حبّة حلوى،
ولكن،
يخفى علينا أنّ إدراكاتهم لـ (محبّتنا) متفاوتة ..
كثيرا ما تصرّ الذّاكرة على أن تعيدنا إليها من جديد،
فنسبر أغوار تفاصيلها القديمة لنكتشف أنّنا فرّطنا في الكثير من الأوقات الّتي كان يمكن لها أن تكون مميّزة..
وفي الوقت ذاته نطلّ من شرفاتها الورديّة لنستمتع بذكريات نقشت بـ (ذهب الأحلام) ،
فنغفو على وقع تمتمات (الزّمن الجميل)؛ تغيّنا عن الحاضر نغمات من (ربيع الأمنيات)،
فنمدّ أيدينا عسانا نحظى بفنجان شاي يدفئ أرواحنا من جديد!
تفكير بريء...
كنت أنا صغيرةً في السن ، كان أبي ( رحمه الله ) يقود المركبة ،
وأنا وعائلتي مع أبي في المركبة ، ونحن في الطريق وصلنا إلى الإشارة
الضوئيّة ...
ومن المعلوم طبعاً أن الضوء الأحمر يعني قف ، والأخضر يقصد اعبر ،
ما أذكره أنني حين وقفت السيارات والحافلات أمامها لم أقل إلا....
(الحافلات والمركبات تقف أمام الإشارة الضوئية لأخذ قسطٍ من الراحة وهذا
بسب تعب القيادة )
كنت أعتقد أن المركبات تشعر بالتعب ....
تفكير بريء...
وأنا اليوم أهيئ درسي الأخير للتلامذة، انتابني شعور مفاده أن الدرس التعليمي كالإنسان، يعيش بداخله ثلاث شخصيات: شخصية يكونها هي شخصية الدرس المعد، وشخصية يحب أن يكونها هي ما يضفي الأستاذ من جمالية على شخصية الدرس المعد، وشخصية يكره أن يكونها هي شخصية الدرس الفاشل، معدا كان أو غير معد.
بوركتم وحفظ الله أستاذتنا الأديبة عطاف
التي خسفت لنا عين هذا القطاف
خالص تقديري
متعبة جدا وذاكرتي تتعبني أكثر ..
اشتقت لنفسي؛ لأحلامي، لكل نَفَسٍ مليء بالحياة فيّ.
أشعر أنّي تغيّرت كثيرا وأعلم أنّني مكتئبة جدا، ومثقلة بالفوضى، وفي داخلي بحر من الحنين ..
أفكر أحيانا في أنّها "متلازمة مرحلة ما قبل الثّلاثين" أو ربّما "ارهاصات نبوغ الأربعين" وقد تكون "اكتئاب أواخر العشرين"!
الخلاصة: أحتاج تذكرة سفر إلى غزّة عساني أتنفّس حرّيّة فأنقذ نفسي من الاختناق.